أصدر مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، كتابا توثيقيا لمجمل الأنشطة العلمية والثقافية التي أشرف عليها منذ تأسيسه في مايو 1993 إلى نهاية 2016. ويعكس تجربة عقدين من العطاء المتواصل والتأطير الرصين والبحث الشغوف لأجيال متلاحقة من الباحثين في الآداب والثقافة ومناهج الدراسة ومستجدات العلوم الإنسانية. إنه كتاب توثيقي وببليوغرافي هو بمثابة قاعدة بيانات لا محيد عنها من أجل تقييم تجربة البحث في مختبر السرديات، والأهم من ذلك استشراف الأفق وتنمية الحوار الأكاديمي بين المهتمين.
ومما لا شك فيه، فإن هذا الإصدار،يعتبر خطوة متقدمة في سعي المختبر لتنفيذ تصور للبحث العلمي، بالتأريخ لأنشطته وبيان اختيار برامجه السنوية ومشروعاته العلمية تصميما وتنفيذا، رفعا من المشرفين عليه لكفاية الأداء وتعميق الخبرة وتمكين الطلبة والباحثين من وثيقة تعرض للمنجز وتعيّن الأهداف والمقاصد.
كتاب يحفظ المعلومات والبيانات ويسهم في تطوير أساليب العمل وتحديثها من أجل أداء كفء يحصي الإيجابيات ويتطلع لتجاوز النقائص والسلبيات في مختلف التجارب التي تشهدها الجامعة المغربية، وقد كان لمختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء قصب السبق في تدشينها على مستوى الدراسات الأدبية قبل أن يتمّ تعميم العمل بالمختبرات وبمجموعات البحث على نحو ما نشهده اليوم في مختلف الجامعات المغربية.
لا يؤرخ هذا الكتاب لمجمل الأنشطة العلمية لمختبر السرديات كما قد يتبادر للذهن؛ بل إنه يؤرخ لأسئلة منهجية تخصّ ماهية ووظيفة النص النقدي وترسم طبيعة موضوعاته ومرجعياته ومناهجه التي يتوسل بواسطتها التعلق بألوان شتى من الأنشطة الإبداعية، وما يوافقها من تجارب ومجالات تحددها علاقة الأدب بالثقافة.